أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : آيات الاعتبار في القرآن الكريم ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : آيات الاعتبار في القرآن الكريم ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 6 صفر 1444هـ، الموافق 2 سبتمبر 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 سبتمبر 2022م بصيغة word بعنوان : آيات الاعتبار في القرآن الكريم ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 سبتمبر 2022م بصيغة pdf بعنوان : آيات الاعتبار في القرآن الكريم ، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 2 سبتمبر 2022م بعنوان : آيات الاعتبار في القرآن الكريم.

أولًا: ما أكثرَ العبر، وما أقلَّ المعتبرين!!

ثانيـــًا: صورٌ مِن الاعتبارِ .  

ثالثـــًا وأخيرًا:فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الحشر:2

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 2 سبتمبر 2022م  بعنوان : آيات الاعتبار في القرآن الكريم : كما يلي:

 

خطبة الجمعة القادمة بعنوان: آياتُ الاعتبارِ في القرآنِ   د. محمد حرز   بتاريخ: 28من المحرم 1443هــ   26 أغسطس2022م

الحمدُ للهِ مصرفِ الأقدارِ، ومكورِ الليلِ على النهارِ, ومكورِ النهارِ على الليلِ ، لا تدركُهُ الأبصارُ وهو يدركُ الأبصارَ، أتقنَ سبحانَهُ تصريفَ الأمورِ، وكلُّ شيءٍ عندَهُ بمقدارٍ، قد أرانَا ما فيهِ تذكرةً وعبرةً لأولِي الأبصارِ، وخصَّ بالفضلِ أصحابَ النظرِ والعقولِ، وخاطبَهُم بقولِهِ ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ الحشر: 2،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ ، وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, اللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين. أمَّا بعدُ ..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ ))يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ))آل عمران :102عبادَ اللهِ((آياتُ الاعتبارِ في القرآنِ   )) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.……….

عناصرُ اللقاءِ

أولًا: ما أكثرَ العبر، وما أقلَّ المعتبرين!!

ثانيـــًا: صورٌ مِن الاعتبارِ .  

ثالثـــًا وأخيرًا:فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الحشر:2

أيُّها السادةُ: بدايةً ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن  آياتِ الاعتبارِ في القرآنِ، وخاصةً ونحن جميعًا في حاجةٍ إلى الاعتبارِ والتفكرِ للعظةِ وللعودةِ إلى علّامِ الغيوبِ وستيرِ العيوبِ قبلَ فواتِ الأوانِ، وخاصةً والاعتبارُ أمرٌ ينيرُ البصيرةً، ويُقوِّي الإيمانَ، ويزيدُ التعظيمَ للهِ، ويذكِّي الأفهامَ، وخاصةً والاعتبارُ أمرٌ لا يحتاجُ سفرًا طويلًا كالحجِّ، ولا جوعًا كالصومِ ولا مالًا كالصدقاتِ، ولا حركةً كالصلاةِ، مجالاتُهُ متنوِّعةٌ، وآفاقُهُ واسعةٌ، ومع أهميتهِ وكثرةِ ما وردَ فيهِ مِن الذكرِ الحكيمِ، إلِّا أنَّ الغفلةَ عنهُ كبيرةٌ وخطيرةٌ.

وللهِ درُّ القائلِ

الموتُ في كلِّ حينٍ ينشُرُ الكفنَا  ***   ونحنُ في غفْلةٍ عمّا يُرادُ بنَا

لاتطمئنَّ إلى الدنيا وبهجتِهَا   ***   وإنْ توشّحْتَ مِنْ أثوابِهَا الحسَنَا

أين الأحبّةُ والجيرانُ؟ ما فعلوا؟  ***  أين الّذين همْ كانوا لنا سكَنا

سقاهمُ الموتُ كأسًا غيرَ صافيةٍ   ***  فصيّرتْهُمُ لأطباقِ الثّرى رُهُنَا

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : آيات الاعتبار في القرآن الكريم

أولًا: ما أكثرَ العبر، وما أقلَّ المعتبرين!!

أيها السادة : الاعتِبارُ مِن أعمالِ العقولِ المُستنِيرة، والبَصِيرة ِالخَبِيرة، والاعتِبارُ يهدِي إلى الفَوزِ والنَّجاةِ مِن المُهلِكات، ويُوفَّقُ صاحبَهُ إلى عملِ الصالِحاتِ، ويرشُدُه إلى طريقِ الصالِحِين المُصلِحِين، وإلى فعلِ الخيراتِ وتركِ المنكراتِ، والاعتبارُ عبادةٌ جليلةٌ غفلَ عنها الكثيرُ مِن الناسِ، والاعتبارُ دليلٌ على سموِّ النفسِ، وعظمةِ القلبِ، وسلامةِ الصدرِ، ورجاحةِ العقلِ، ووعىِ الروحِ، ونُبلِ الإنسانيةِ، وأصالةِ المعدنِ، والاعتبارُ والتفكرُ عبادةٌ يحرصُ عليهَا دائمًا الأصفياءُ الأتقياءُ الأنقياءُ مِن أصحابِ الأرواحِ الطيبةِ والمشاعرِ الفياضةِ، لذا دعَا إليها الاسلامُ ونبيُّ الاسلامِ صلَّى اللهُ عليه وسلم، والتفكرُ طريقُ الاعتبارِ قال جلَّ وعلا في قصةِ قومِ لُوطٍ – عليه السلامُ ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) ((الحجر: 75.قال قتادةُ رحمَهُ اللهُ: أي للمُعتَبِرين قال جلَّ وعلَا ((وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 17، 18وأُولُو الألبابِ هم أهلُ العقُولِ المُستقيمةِ، والفِطَرِ السليمةِ، وهم الذين ينتَفِعُون بالوحيِ، ويفهَمُون مرادَ اللهِ ومُرادَ رسولِهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلم -، ويعمَلُون بكلامِ اللهِ جلَّ وعلا؛ رجاءَ ثوابِهِ، وخوفًا مِن عقابِهِ.. وفي صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ عائشةَ رضى اللهُ عنها قالتْ ((جاءَ بلالٌ يُؤذِنُه بالصَّلاةِ فلمَّا رآهُ يبكِي قال : يا رسولَ اللهِ لِمَ تَبكي وقد غفَرَ اللهُ لك ما تقدَّمَ وما تأخَّرَ ؟ قال : ( أفلا أكونُ عبدًا شكورًا لقد نزَلَتْ علَيَّ اللَّيلةَ آيةٌ، ويلٌ لِمَن قرَأهَا ولم يتفكَّرْ فيها {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190]وقال عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ رحمه اللهُ: (سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ وَلَا اثْنَيْنِ وَلَا ثَلَاثَةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: إِنَّ ضِيَاءَ الْإِيمَانِ، أَوْ نُورَ الْإِيمَانِ، التَّفَكُّرُ) والاعتبارُ عبادةٌ عظيمةٌ تتطلبُ صفاءَ النفسِ، وحضورَ القلبِ، والخلوةَ عن الشواغلِ، فالكونُ كتابٌ مفتوحٌ، وميدانٌ فسيحٌ، فيهِ عبرٌ كثيرةٌ فأينَ المعتبرُ؟ وفيه تذكرةٌ فأينَ المدكرُ؟((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [البقرة: 164قالَ جلَّ وعلا ((اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ((الرعد: 2، ما أكثرَ العبر، وما أقلَّ المعتبر!. وكيف لا ؟والاعتبارُ يورثُ المعرفةَ، ويزيدُ الإيمانَ، ويُجلبُ المحبةَ واليقينَ، ويورثُ الطمأنينةَ والسكينةَ، ويدفعُ للطاعةِ، ويحجزُ عن المعصيةِ، ويعمرُ القلبَ بالخشيةِ والحكمةِ... وكيف لا ؟وأهلُ الاعتبارِ هم أهلُ الخشيةِ للهِ، قالَ جلَّ وعلَا ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ((النازعات: 21وأهلُ الاعتبارِ هُم أصحابُ العقولِ الراجحةِ قال جلَّ وعلَا ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ((يوسف: 111.وأهلُ الاعتبارِ هم أصحابُ البصائرِ الحيةِ قالَ جلَّ وعلَا ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ((النازعات: 21 وكيف لا ؟والْمُتَأَمِّلُ فِي هَذَا الْكَوْنِ الْوَاسِعِ يرى عظمةَ وقدرةَ اللهِ جلَّ وعلا ومعجزاتِهِ ويتعجبُ لقدرتهِ التي لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يأتي ولو بقليلٍ منها، قالَ جلَّ وعلَا ((أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا)النازعات:27 28. قال جلَّ وعلا﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ (النحل: 45 47)ويقولُ سبحانَهُ وتعالى ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ الملك: 16، 17.فسبحانكَ ربَّنَا ما أعظمَك فلا قدرةَ فوقَ قدرتِكَ ولا قوةَ فوقَ قوتِكَ تخلقُ ما تشاءُ وتأمرُ بمَا تشاءُ وتمسكُ ما تشاءُ عمَّن تشاءُ وترسلُ ما تشاءُ إلى مَن تشاءُ، سبحانَك ما أعظمكَ هواءٌ وماءٌ وأرضٌ وسماءٌ وبرٌّ وبحرٌ ونجومٌ وكواكبُ وإنسٌ وجنٌّ ومخلوقاتٌ كثيرةٌ ما لا نعلمُهُ منها أكثر ممَّا نعلمُهُ ومالا نراهُ منها أكثر مِن الذي نراهُ، وكلُّهُم جنودٌ للهِ خاضعونَ لعظمةِ اللهِ جلَّ جلالهِ. فمَن تأملَ في هذا كلِّه علمَ وأيقنَ كمالَ قدرةِ اللهِ -تعالى-، ورحمتهِ بعبادهِ، وعظمتهِ سبحانَهُ، وأبداعهِ في خلقهِ.. واعتبرَ واتعظَ بمَا فيهِ مِن الآياتِ والحكمِ وللهِ درُّ القائلِ  

سلْ الواحةَ الخضراءَ والماءَ جاريًا   ****   وهذه الصحارى والجبالَ الرواسِيَا
سلْ الروضَ مُزدانًا سلْ الزهرَ والندَى  ****  سلْ الليلَ والإصباحَ والطيرَ شاديًا
وسلْ هذه الأنسامَ والأرضَ والسمَا  ****  وسلْ كلَّ شيءٍ تسمعُ التوحيدَ ساريًا
فلو جنَّ هذا الليلُ وامتدَّ سرمدًا  ****   فمَن غيرُ ربِّى يرجعُ الصبحُ ثانيًا

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : آيات الاعتبار في القرآن الكريم

ثانيـــًا: صورٌ مِن الاعتبارِ .  

أيُّها السادةُ : اللهُ جلَّ في علاه ملكُ الملوكِ وجبارُ السماواتِ والأرضِ، لا ينازَعُ في ملكهٍ،((كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ))الرحمن: 29؛فهو سبحانَهُ يكشفُ كُربًا، ويجيبُ مضطرًا، ويغفرُ ذنبًا، ويُجيبُ داعيًا، ويُعطي سائلًا، ويفكُّ أسيرًا، ويغيثُ ملهوفًا، ويشفِي سقيمًا، ويرفعُ قومًا، ويضعُ آخرين...لذادعانَا ربُّنَا إلى التفكرِ والاعتبارِ قالَ جلَّ وعلَا { قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }يونس:101ترونَ العجائبَ، ترونَ أدلةَ التوحيدِ القاطعة، ترونَ كلَّ شيءٍ يتحدثُ عن عظمةِ اللهِ، الزهرةُ تحدثُكُم عن اللهِ، الطائرُ بجناحيهِ في الفضاءِ يحدثُكُم عن اللهِ، والشجرةُ في الغابةِ تحدثُكُم عن اللهٍ جلَّ جلالُهُ وتقدستْ أسماؤُهُ قالَ ربُّنَا { قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) [يونس:101]

قالَ ربُّنَا { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُ } فصلت:53يُريهم كلَّ آيةٍ ليعرفُوا أن لا إلهَ إلّا الله، ويعرضُ أمامَهُم كلَّ مخلوقٍ؛ ليعلمُوا أن لا إلهَ إلّا الله، ويخلقُ مِن الآياتِ البيناتِ على مرِّ السنين؛ ليعلمُوا أن لا إلهَ إلّا الله، قالَ جلَّ وعلَا { أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } [الغاشية:17-20]. والتفكرُ والاعتبارُ مِن أعظمِ مقاصدِ قصصِ القرآنِ الكريمِ ((وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ  وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (هود:120.

إذا المرءُ كانَتْ له فِكرةٌ  ***  ففي كلِّ شيءٍ له عِبرةٌ

 

وصورُ الاعتبارِ كثيرةٌ وعديدةٌ منها على سبيلِ المثالِ لا الحصر: التفكرُ والاعتبارُ في فصولِ السنةِ في توالِيهَا تذكرُ بالآخرةِ ..فشدةُ حرِّ الصيفِ يذكرُ بحرِّ جهنم، وهو مِن سمومِهَا. وشدةُ بردِ الشتاءِ.. يذكرُ بزمهريرِ جهنم، وهو مِن زمهريرِهَا. و«الخريفُ» يكملُ فيهِ اجتناءُ الثمراتِ، وكذلك اجتناءُ ثمراتِ الأعمالِ في الآخرةِ. وأمَّا «الربيعُ» فهو أطيبُ فصولِ السنةِ، وهو يذكرُ بنعيمِ الجنةِ وطيبِ عيشِهِا.ففي صحيحِ البخارِي مِن حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتَاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ) ومِن صورِ الاعتبارِ: ))وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً((الفرقان  62 وجَعَلَ في تعاقُبِ الليلِ والنهارِ آيةً لأصحابِ البصائرِ النافذةِ، فقَالَ جل وعلا﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ ﴾النور: 44. فهو سبحانَهُ جعلَ الليلَ والنهارَ خزائنَ للأعمالِ ومراحلَ للآجالِ، فعلَى المسلمِ أن يأخذَ العبرةَ مِن مرورِ الليالِي والأيامِ، فإنَّ الليلَ والنهارَ يبليانِ كلَّ جديدٍ، ويقرِّبانِ كلَّ بعيدٍ، ويطويانِ الأعمارَ، ويشيِّبانِ الصغيرَ، ويفنيانِ الكبيرَ، وكلُّ يومٍ يمرُّ بالإنسانِ فإنَّهٌ يبعدُهُ مِن الدنيا ويقرِّبُهُ مِن الآخرةِ.

              والليلُ فاعلمْ والنهارُ كلاهُمَا *** أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ

فالعاقِلُ مَن اتَّعَظَ بِمرورِ الأيامِ، والسعيدُ مَن وُعِظَ بِغيرِه وحاسبَ نفسَهُ وتفكرَ في انقضاءِ عمرهِ واستفادَ مِن وقتهِ فيمَا ينفعُهُ في دينهِ ودنياه،  فمَا بالُكَ وقد ضيعنَا الأعمارَ بالبعدِ عن اللهِ وعن منهجهِ وعن سنةِ حبيبهِ صلَّي اللهّ عليه وسلم فيَا هذا نَفَسُكَ معدودٌ، وعمرُكَ  محسوبٌ، فكم أملتَ أملًا، وانقضَي الزمانُ وفاتَكَ، ولا أراكَ تفيقُ حتي تلقَي وفاتَكَ. فاحذرْ ذللَ قدمِكَ، وخفْ طولَ ندمِكَ، واغتنمْ حياتَكَ قبلَ موتِكَ.

دقاتُ قلبِ المرءِ قائلـــةٌ لهُ   ***   إنَّ الحياةَ دقـــــائقٌ وثوانِي
فارفعْ لنفسِكَ قبلَ موتِكَ ذكرَهَا   ***   فالذكرُ للإنسانِ عُمرٌ ثانِي                                               ومِن صورِ الاعتبارِ: الاعتبارُ بما حصلَ للأممِ السابقةِ، والاتعاظُ بمَا وقعَ لهُم عندمَا طغوا وكفرُوا وبالغُوا في العصيانِ، فدمرَهُم اللهُ شرَّ تدميرٍ، فهل مِن متعظٍ ؟ هل مِن معتبرٍ؟ قالَ ربُّنَا (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى
) [طه: 128]، وقالَ ربُّنَا ((أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [الروم: 9) فالاعتبارُ بزوالِ الأممِ مِن سننِ اللهِ جلَّ وعلَا في كونِهِ، فأحوالُ الناسِ متعلقةٌ بإيمانِهِم.. فإنْ هم آمنُوا باللهِ أنزلَ لهم المطرَ، وأنبتَ لهم الزرعَ، وأطعمَهُم مِن جوعٍ، وآمنَهُم مِن خوفٍ، فإذا غيّرُوا وعصوا وظلمُوا وكفرُوا نعمتَهٌ، أهلكَهُم بذنوبِهِم، فأمسَكَ عنهم المطرَ، وأبدلَهُم بعدَ الأمنِ خوفًا، وبعدَ الرزقِ جوعًا، وبدل النعمةِ نقمةً قالَ جلَّ وعلَا((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ((النحل:112والذنوبُ والمعاصِي سببٌ لهلاكِ الاممِ فهلْ مِن متعظٍ ؟ فهل مِن معتبرٍ؟ وصدقَ ربُّنَا إذ يقولُ))فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) ومِن صورِ الاعتبارِ: الابتلاءُ للمؤمنين وهلاكُ الظالمين سنةٌ جاريةٌ،  ليعتبرَ كلُّ مؤمنٍ ولينتبهَ كلُّ مسوفٍ للتوبةِ، وليندمَ كلُّ ظالمٍ قبلَ فواتِ الأوانِ !! فكمَا أنَّ اللهَ جعلَ الابتلاءَ للمؤمنين سنةً جاريةً فإنَّ اللهَ جعلَ أخذَ الظالمين سنةً جاريةً فيَا مَن أكلتَ الحقوقَ وظلمتَ البناتَ وأكلتَ المواريثَ وأكلتَ أموالَ اليتامَى ألم تعتبرُوا!! ألم يتعظُوا بهلاكِ السابقين !!ألم تنتبهُوا!!! لقولِ ربِّنَا ((إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا  وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)) النساء 10

ألَم تنتبهّوا!!!

أينَ الظالمون بل أين التابعونَ لهم ***  في الغيِ أين فرعونُ وهامان

أين مَن دوخُوا الدنيا بسطوتِهِم * ** وذكرهُم في الورَى ظلمٌ وطغيان

هل أبقَى الموتُ ذا عزٍّ لعزتِهِ  ***وهل نجَا منهّ بالسلطانِ إنسان

كلّا والذي خلقَ الأكوانَ مِن عدمٍ *** الكلُّ يفنَي فلا إنسٌ ولا جان

ومِن صورِ الاعتبارِ: النظرُ إلى الدنيا وسرعةِ تقلبِهَا بأهلِهَا وأنًّ الدنيا إلى زوالٍ، العاقلُ هو الذي يتخذُ الدنيا ممرًّا للآخرةِ، والعاقلُ هو الذي يتخذُ الدنيا مزرعةً للآخرةِ، فمَن استبعدَ موتَهُ، ونسِيَ قبرَهُ، وأطالَ عمرَهُ، فليقرأْ حديثَ أبي ذرٍ(عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ  { كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى – عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ – كُلُّهَا عِبَرًا .عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ ثُمَّ يَضْحَكُ ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ يَتْعَبُ ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا ثُمَّ يَطْمَئِنُّ إلَيْهَا ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ثُمَّ يَفْرَحُ ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ غَدًا ثُمَّ لَا يَعْمَلُ }أو يقرأ قولَ أبي الدرداءِ كفَي بالموتِ واعظًا، كفَي بالدهرِ مفرقًا، الْيَوْمُ فِي الدُّورِ وَغَدًا فِي الْقُبُورِ ))

ما في الحياةِ بقاءٌ  ***   ما في الحياةِ ثبوتُ

نبنِي البيوتَ وحتمًا  ***  تنهارُ تلك البيوتُ

تموتُ كلُّ البرايًا   ***   سبحانَ مَن لا يموتُ

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم

الخطبةُ الثانيةُ الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلَّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ …….وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : آيات الاعتبار في القرآن الكريم

ثالثـــًا وأخيرًا:فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الحشر:2

أيُّها السادةُ : إنَّ مِن أعظمِ ما يفكرُ فيهِ العبدُ ويتأملُهُ ويعتبرُ بهِ هو خلقُهُ، متذكرًا أنَّهُ خُلِقً مِن ماءٍ مهين، استجابةً لأمرِ اللهِ تعالى{ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ } [الذاريات:21] فهل عرفتَ أصلَكَ وكيف خلقَكَ ؟ قال جلَّ وعلا ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) ما أصلُكَ؟ ما فصلُكَ؟

أصلُكَ يا بنَ آدمَ مِن ترابٍ  ***وفصلُكَ يا بنَ آدمَ مِن نطفةٍ

أصلُكَ يا بنَ آدمَ يوطأُ بالأقدامِ ***وفصلُكَ تطهرُ منهُ الأبدانُ

{ يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) }الانفطار. فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الحشر:2

أيُّها الإنسانُ، هل تفكرتَ النعمَ التي أنعمَ اللهُ بها عليك { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ))((وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا } [النحل:53-18].فكمْ مِن نعمةٍ أنعمَ اللهُ بها علينَا!! وكمْ مِن حسنةٍ ساقَهَا اللهُ إلينَا، عافانَا في أديانِنَا مِن الكفرِ فالحمدُ للهِ على نعمةِ الإسلامِ، وعافانَا في أبدانِنَا مِن الضرِّ، فالحمدُ للهِ على نعمةِ الصحةِ وأخرجنَا مِن أصلابِ آبائِنَا مسلمين !! وأنشأنَا بينَ أخوانين مسلمين .فبأيِّ شكرٍ نقابلُ نعمَهُ علينَا !! وبأيِّ جزاءٍ نكافئُ  إحسانَهُ إلينَا .. خرجتَ مِن الدنيا لا حولَ لكَ ولا قوةَ لا لكَ يدٌ تبطشُ بها ولا قدمٌ تسعَي بها ,ولاسنٌّ تقطعُ بها فعلمَكَ وأرشدَكَ قالَ ربُّنَا ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة  النحل:78). كيفَ بكَ أيُّهَا الإنسانُ إذا جنَّ هذا الليلُ موجبًا لك الهدوءَ والسكينةَ لكي تستريحَ مِن عناءِ النهارِ قالَ ربُّنَا ((وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) }كيفَ بكَ لو كانتْ الحياةُ كلُّهَا نهارًا، أو كانتْ الحياةُ كلُّهَا ليلًا. مَن يأتيكَ بليلٍ أو نهارٍ أإلهٌ مع اللهِ !!لقد تحدَّي ربُّنَا العالمَ كلَّهُ بآيتينِ مِن آياتِهِ فقالَ ربُّنَا { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ علىكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (71) قلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ علىكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)} فيالَهُ مِن قادرٍ عظيمٍ

للهِ في الآفاقِ آياتٌ لعلَّ *** أقلّهَا هو ما إليهِ هداكَا
ولعلَّ ما في النفسِ مِن آياتهِ *** عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكَا
والكونُ مشحونٌ بأسرارٍ إذا *** حاولتَ تفسيراً لهَا أعياكِا

فمَن أرادَ الاعتبارَ فليفرغْ قلبَهُ، ويخلُو مع نفسِهِ، ويجولُ بخاطرِهِ في عالمِ الخلقِ والمخلوقاتِ سيرَى عجبًا عُجابًا.

اللهُ ربِّي لا أريدُ سواهُ ***هل في الوجودٍ خالقٌ إلّاه

الشمسُ والبدرُ مِن أنوارِ حكمتهِ*** والبرُّ والبحرُ فيضٌ مِن عطايَاه

الطيرُ سبحَهُ والوحشُ مجدَهُ ***والموجُ كبرَهُ والحوتُ ناجَاه

والنملُ تحتَ الصخورِ الصمِّ قدسَهُ ***والنحلُ يهتفُ حمدًا في خلايَاه

والناسُ يعصونَهُ جهرًا فيسترُهُم*** والعبدُ ينسَى وربِّي ليسَ ينسَاه

فاعتبرْ قبلَ فواتِ الاوانِ واعتبرْ بمَا مضَي، واتعظْ بمَن سبقَ، واندمْ على ما فاتِ، وافتحْ صفحةً جديدةً مع مولاك وردَّ الحقوقَ إلي أهلِهَا وأصحابِهَا،  وأعلمْ أنَّ اللهَ يفرحُ بتوبتِكَ  وهو الغـنىُّ عنك،  وعن عبادتِكَ .قال تعالى  ] قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُــوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنـُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُـورُ الرَّحِيمُ [ [ الزمر : 53 ]واعلمْ أنَّ اللهَ يفرحُ بتوبتِكَ وهو الغنيُّ عنك وعن عبادتِكَ قالَ تعالَي ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ * إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ }[سورة  فاطر :آية رقم ( 15 -17]وعن  أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً)رواه الترمذي

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

عبادَ اللهِ: اذكروا اللهَ يذكركُم واستغفرُوه يغفرْ لكم وأقم الصلاة

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

        د/ محمد حرز

إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »